عماد تريسي
تاريخ التسجيل : 29/06/2011
| موضوع: ( سقوط السهو ) الإثنين 4 يوليو 2011 - 13:07 | |
| . .
( سقوط السهو )
/ / /
][ مُدْخَل ][
( بشَّرَنيَ الغرابُ : أحلامكَ مائة ألفٍ و يزيدون ! )
و كنا شرفتين تستعرانِ من لظى أوار الانتظار , تذرفان قمحاً جائع السنابل , و ما بينهما إلّا برزخٌ من انتكاسات العمر . يشرئب من إحداهما توقٌ لا يملُّ استشراف الحلم , والأخرى لاهثةٌ خلف اقتناص نسمةٍ تبقيها على أهبة التنفس . ثمة مواعيد بينهما أجّلتْها أنواءُ الغياب , فتوشَّح الفرحُ دثارَ اليأس . كل مواقيت التماهي صدئت من صقيع الفقد و رياح سَهْو اللقاء . و قاب يأسٍ من نشوة الاحتضان , استدركتُ أنَّ الأقدار لا تسهو وأنَّ يقيني باستقالة برزخ ما بيننا هو محض إيمان .
/ /
و لأنَّكِ الآتيةُ من رحم النور , تحملين على صهوة الأجنحة رأبَ ثغور هشيم العمر . و لأنَّكِ مواسم إيقاظ غافيات الأحلام منهكة التوغل في السُبات , و قد ألقتْ بها مجاديف الارتحال على شطآن التشظي . فـَ ها أنا ذا أمثُلُ في مقام جلال انسكابكِ السَنيِّ , ممدِداً صدريَ العاريَ إلّا من زركشات الطعن و كثيرِ السنابك العابرة فوق الرؤى , و قد مَرَقَتْ كل السهام ساحاته . باسطاً أكفَّ الفؤاد التي اعتادت الرفع تضرعاً للماء لتنفتح كوة السقيا قبل أن توصدَ درفاتُ العمر دون مواسم الرواء.
ها أنا - يا أنتِ - أرصُّ دِلاءَ الروح المتعرِّشةِ على جدران التوابيت حين القنوطُ ملأ آفاق صلواتِ استسقائها , فلاذت تتجذَّر في مواعيد الموت . فأتسللُ و في كفَّيَّ أسمال الرمق الأخير , ميمِّماً وجه الاستيقاظ شطر روحكِ و هي تتدلّى كالطلّ على جوريةٍ آنسَ صحبتها , فارتعشتْ نشوى قبيل تثاؤب صحوها .
أي أنتِ , قبيل مواسم الربيع الذي بذرتِه في العمر , كانت أنواء البهجة تُكْثِرُ تَعَمُّدَ خطى السهو , فتعبرني زاهدةً حتى في صلبي على قائمة العطشى للفرح . فتتمدد الروح صوب غيمةٍ أخرى عساها حبلى بفيضٍ من فتاتٍ عافته سلالٌ مُلئتْ ارتواءً ! و عساها لا تعرف لسهو العدِّ سبيلاً .
أيُّ تخمةٍ من العتمة تلك المتسرطنة في جهات استجداء بضع ربيعٍ مشتهىً ؟ ! و أيُّ اكتظاظٍ لمواويل الوجع - المرتلة على مقام القفر - تُتلى فيَّ ؟ !
أي فرحي , هذا أوان سقوط السهو صاغراً عن صاغر . فشدّي وترَ قوس رميكِ صوبه , ثم شدّي وثاق بقايايَ إليكِ , و لا تني عن غزوكِ كلَّ أسواري , كلّليها بوقار ضيائكِ , لينبتَ ما تبقى مني خلقاً آخر .
قطار حلب - دمشق 6 / 1 / 2008
\ \ \
عماد
. . | |
|