منتدى عماد تريسي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى عماد تريسي

منتدى يهتم بالآداب و فنونها و الفنون الإنسانية .
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 ... ( وَيْكأنـَّـ ) ...

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
عماد تريسي




تاريخ التسجيل : 29/06/2011

... ( وَيْكأنـَّـ ) ... Empty
مُساهمةموضوع: ... ( وَيْكأنـَّـ ) ...   ... ( وَيْكأنـَّـ ) ... Icon_minitimeالإثنين 4 يوليو 2011 - 15:07

.
.




( وَيْكأنـَّـ )

\
\
\


" ربّاه , أعلم أنَّ حكمتكَ بالغة كل صغيرةٍ و كبيرة , و مؤمنٌ - يا ربِ – بأقداركَ ماضية فينا لا محالة , و موقنٌ أنَّ رحمتكَ مكتوبةٌ لعبادك المؤمنين , و أنَّ صلواتكَ متفضلٌ بها على المسترجعين , فامننْ بفضلكَ عليها بسحائب رحمتك , و الطف بي إلى يوم الدين . "

" إنما التالي مقتطعٌ من سجادة الروح , حيث الصلاة مغموسة بالبكاء .......
إلى " ميادة " في كنف ربها تعالى . " :

أعرفُني , و أعرف ما بي من تضاريس الوجيعة , و أحفظ بدقةٍ كل مسارب الحزن الذي أتدثره قدراً , و أتنفسه صنوَ عمر لا يخذل صحبةً و لا ينقض عهد رِفقةٍ و لا يعق صديقاً ...

و أعهدُني لا آبَهُ لحادثات الليالي حين تمطرني قبائلَ و فُرادى , حتى حسبتُني فُطِمْتُ على ثدي الأهوال و ضرع البلايا و لبن الملمّات ! و لطالما تيقنتُ أنّي ممهورٌ بكثيرٍ من الصبر و قليلٍ من الضجر و التذمر ممّا أمطرتْني به الأيام - بقدر الله - من أنواءٍ تشاكل " ذات الشوكة " وقعاً على النفس ......

كنتُ إخالني هكذا , بل أكثر , لكنَّما التمحيص كان أصدق من حدسي و لا عجب !

اليوم يا " ميد " – و بعد كَيْلين من السنين العجاف – و حين أحدِّق في " أناي " و أمحِّص مآلي بعدكِ - حين اقتُطِفتِ على حين فجاءةٍ – أُبصرني لست أنا المعهود أعلاه و لا أنا بالمتجذِّر على مصطبة الصبر تماماً كما عرفتُني .

أي " ميد " ,
عامان انقضيا تتلذذ فيهما الثواني - كالنصال الحاذقات - ذبحاً على مدارات الوقت ؛ فلا تترك ابتسامةً تروم الحلول على شفتيَّ إلّا و عصفتْ بسبيلها فأحالتها سراباً , و لا لمحتْ طيف فرحٍ يوشك أن يحل ضيفاً على أويقاتٍ من عمري إلّا و شرَّدَتْ سفينه إلى التيه ! .

و أنا – و إنْ اعتدتُ قبل الآن – أن أفسح أمداءً شاسعة في صدري لعبور هذه الشظايا , فلأنّي كنتُ ألوذ – بعد الله – بحنانكِ الجمّ و أنتِ ترسمين به الدنيا مشرقةً باسمةً , و تكحلين العمر بمِرْوَد الأمل , و تزينين غداً باستشراف مواسم الفرج كأنَّها اليقين !

فمَنْ – اليوم بعدكِ يا ميد – يتكفل بالشمس آتياً بها من جدائلها / ليبسط جبينها كيما تبذل قصارى سطوعها فتفرِّج – بإذن ربها – كُرْبةً رابضةً فيَّ باقتدارٍ , و لتزيح عن الروح مواسم ضبابٍ يتناسل من كل حَدَبٍ و صوب !؟ و مَن ذا ينوب عن فَيء كفيّكِ النديتين فيربت على وعورة العثرات فأراها قد حادتْ عن سبيلي و تنحتْ عن مشاكستي !؟

أواه يا " ميد " ,
أعي تماماً أنني إنما أتساءل عن محالٍ و أطلب ما لا يُطال ؛ فإن كان لمثلي من حظوة يحظى بها في عمره , فلقد كنتِ إيّاها بتمام مراسمها و كمال هبتها و كثير آلائها و جزيل فيوضاتها . و قد أفاء بكِ ربي عليَّ فكنتُ محسوداً من الكثير و مغبوطاً من القليل على فردوسٍ أنتِ حوريته الأثيرة لا ينازعنَّكِ فيها أحدٌ , و لا حتى كعبورٍ في الخيال .....

أَ فتراهم – يا قرة القلب و توأم الروح – رمونا بسهم العين على حين ضغينةٍ من أرواحهم المترعة بالغيظ من تماهينا ؟ ! و لِمَ لا !؟

و لأنَّ وجيعتي بفقدكِ أمضى من كل سؤالٍ عصيٍّ على الإجابة , فإني أسمعني أرتل :
وَيْكاني بعدك يا " ميد " لست أنا , وَيْكأنّي أهذي , وَيْكأنّي في شرود , في شرود , في شرود ..


/
/
/

( عماد )




.
.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
... ( وَيْكأنـَّـ ) ...
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى عماد تريسي :: أسفار القلم / عماد تريسي :: مدونة عماد تريسي-
انتقل الى: