( هسهسات الريح والفقد )

تاريخ التسجيل : 29/06/2011

.
.

( هسهسات الريح والفقد )

/

/

/

انزلق الفقد في الغسق ممزوجاً بـِ عطر احتراقٍ , يجتثُ جمرة الكونِ منذ التكوين , و إناء الألم مكسور ، حمل أغنياتي و ترك رماداً بـِ مكاني و دواري . . .

من أقصاي إلى أقصاي مترعاً بالثُلَمِ بات الانتظار, و اختنقت شرفةٌ كانت يوماً ترنو إلى صنوي , كأنما اليتم يستبيح آخر متكئٍ لي . أعبر الأنواء و أرصفة المواعيد عسايَ أترفق بـِ ظلي . و في الدروب كل المفارق أنكرتني . .موصدةٌ هي دون احتمالاتي .أسائلها عن بقيتي , عن ظلي , عن آخر أنفاسي . . . و لا أحصد - في رجع الصدى - إلّا أسمالاً من سنابل الدهشة و كثيراً من يقين الفقد . . ! !

ما عساها الأمداء تجني إذ تجهلني ؟ ! فما أنا إلّا بقايا روحٍ تنشد موطئ وطنٍ دافئٍ و ذراعين يضمّاني , فيُسَكـِّنان ضجيجاً استباح عمري و بقايا صوتي . .

أيتها الأمداء ,
فيمَ استلابكِ ربيع أشيائي ؟ و علامَ يسكن خريفكِ كل تفاصيلي ؟ فلئنْ ابتلعني حوتُ عسفكِ دهراً , فإني آيبٌ تارةً أخرى كما البياض من عتمة الفقد , و على شاطئ اليم سأنشئ لي جناحين و مؤونةً من بقايا صوتي ؛ فما الفقد يفنيني مهما اعتراني تحت هذي السماء من ألق الذهول و هسهسات الريح و الفقد , حتى و إن شطرتْني من الوريد إلى الوريد .

\

\

\

عماد

.
.