عماد تريسي
تاريخ التسجيل : 29/06/2011
| موضوع: ( مكاشفة ) الإثنين 4 يوليو 2011 - 14:32 | |
| . .
( مكاشفة )
/ / /
أيا سرّيَ المبجَّلَ , ها قد أجبتكَ إذ الليل خلع عني حصانة الكتمان لأسكبَ الذاكرة معفَّرةً برطوبة العمر , إذ يندلق مِنْ أكنافها وَهَنُ الأسر و الصمت موَّشحاً بـِ نجيع أصفاده ,مؤَّنقاً بأسمال صدأ صداه . , , ,
و أنتَ - إذ أززتَ فيَّ فضيلة الصراخ - آليتَ إلّا أن تنكأ صوتيَ المُقال , فـَ لكَ الآن أنْ تَقَرَّ سَمْعاً و أنْ تستمطرَ فم السماء صبراً ! , , ,
أيا صاح , فيمَ زهدكَ في السكينة ! أ و ليس مِنْ عجبٍ أنَّكَ تروم جَمْرَ الجراح استئناساً ! , , ,
أيا أبيض النوايا , و يسألونكَ عن انكفائي إلى ردهات ذاتي , و يَعْجَبون ! فأنْبِئهم أنَّ نِبالهم ما برحت جمراً في الروح و أنَّ عورات فضائلهم جائعةٌ لا تُشْبِعُها كل حقول التوت ! و لَعَمْريَ ما هم بالغرباء أولئكَ هم عصبة الدم ! , , ,
أما و أنّي ما اجترحتُ قَطُّ سقيا مطر مُزْنهم و ما فضضتُ وِكاء مؤونتهم , فلقد أشْبَعَني خبزُ اكتفائي و رُويتُ من نسغ كفافي فـَ فيمَ قرعهم أبواب خلوتي ! دونهم عنّي أبناء الرحم . , , ,
يا سرّيَ المبَّجل , أفتِني في مِزَقِ خمسين حولاً , كلما ألملم شتاتها لأرمق بصيص ربيعٍ تجدهم قد سكبوا على حبوته الأولى ألف خريفٍ و خريف حتى بلغتُ عنان الهباء و صفوة الهشيم . أ وَ ثم يسألون ! , , ,
ثم أفتِني - يا رفيق الدهشة - في خمسين نوءاً من صقيع الألفة و عقوق الودّ , كلما ازدردتُ لقيمة هواءٍ كانوا هم الغُصة , كأنَّهم عَسَسُ الحياة ؛ يمُنون عليكَ طرفة عينكَ , و يحصون تراتيل وجعك ! , , ,
يا صاحبي في سَفَرِ الصمت عن طِيبِ قهرٍ , كُرمى لـِ جلال ذات الضرع الـ جمعنا كنتُ أتوددهم , فـَ خُيِّل لهم - مِنْ فَرْط جبروت تعسفهم - أنَّ الودَّ استحال استطعاماً موبوءاً بالذل ! ويح البصيرة إنْ عميتْ . , , ,
يا رسول استنبائهم , عُدْ إليهم بكتاب مكاشفتي , و زدهم : أنَّ طوفان العَرِم آتيهم هو قاب تثاؤبين أو أدنى مِنْ صحوة القصاص ثم ائتني بهشيم العروش . , , ,
أُبْ يا صاح . . . فـَ حيث كنتَ أهنأ , و ما خفيَ من المكاشفة أوجع ! \ \ \
عماد
. . | |
|