عماد تريسي
تاريخ التسجيل : 29/06/2011
| موضوع: ( مبتدئي و منتهاي ) الإثنين 4 يوليو 2011 - 14:26 | |
| . .
( مبتدئي و منتهاي )
/ / /
ها أنا - يا عمري - تحملني مراكب التماهي فيكِ إلى شطآن ذراعيكِ , أتسربل في الحنايا أتلمس الارتواء من نمير جداولكِ لترمم عطشي و تجبر ظمئي . أتيتكِ – يا زهرة العمر – و في أكف الفؤاد سلال الحنان ملآنة , أسكبها لتنهمر في شغافكِ و أتلو على محراب قلبكِ آي العشق و ترانيم انزراعي فيكِ حتى قاع الوريد .
يا أيتها التي حين تمر نسائم طيفها على شرفة الروح توقظها من رحلة الموت على قيد الحياة و تأخذها حيث الحضن العامر بالأمان و ببلسم الحياة , تعالي في كل ثوانيَّ كالتنزيل المبارك , و اهطلي مواسمَ حكاياتٍ غارقة بالنور مقدودة من بهاء السديم ؛ فأنتِ – يا دوحة الروح – سِفْرٌ من أسفار الانعتاق من أسوار التيه و من جبروت التشظي ؛ حين تنثالين في ردهات روحي تنداح كل جحافل العتمة , حيث لا سراج يهب دروبي نعمة الضياء إلّا سراج تجليكِ فيَّ , و لا هداية تأخذ بناصية قلبي إلى سبيل الشروق إلّا منارة روحكِ الأثيرة عندي , فأي ارتعادٍ من ظلم الدنيا أخشاه و أنتِ دليلي و هدايتي و نعيمي !!؟
أ حبيبتي , ها نهر العمر يترقرق نشواناً حين سكبتِ فيه ماء سحبكِ المحملة بالعشق الشفيف , و ها ضفافه تزغرد مصافحةً جبين انسيابك فيَّ , و ها الصفصاف الذي يسوِّر طريقي يصهل بالفرح و هو يرشف من نثيركِ ..
أي عمري , أَ رأيت كيف الدنيا باتت غير الدنيا حين التقينا !؟ كل الأشياء ازدانت و تأنقت و كأنَّها تتمايل على نغمة ربيعٍ بهيٍّ تلبَّسها سرمداً !! نحن ذاك الربيع – يا ياسمينة روحي - حينما حللنا توأمين مكللين بالغار و الزيزفون , نتنفس حبقاً و نتخضَّب بالجلنار و نغتسل بالنور .
و ها أنا - يا أنتِ المعمَّدة بقناديل النقاء و العشق النديّ الصدوق - ترسو سفائن ارتحالي في مرفأ عينيكِ و على شواطئ ذراعيك , أنتظر عيد الاحتضان المعفَّر بالمسك و الريحان , و أرقب غفوة على خدكِ الجوري المنمنم بالبياض , لنرقص على زقزقة العصافير رقصة ديمومة عشقنا , تلك الرقصة التي لن تنتهي , فبكِ كانت البداية الوحيدة التي لا تقبل الانتهاء , فكيف تنتهي و أنتِ سر أسرار قلبي العصية على كل من سواكِ يا أحلى أقداري !!؟
\ \ \
عماد
. . | |
|