منتدى عماد تريسي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى عماد تريسي

منتدى يهتم بالآداب و فنونها و الفنون الإنسانية .
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 أسفار من انعتاق الصمت

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
عماد تريسي




تاريخ التسجيل : 29/06/2011

أسفار من انعتاق الصمت  Empty
مُساهمةموضوع: أسفار من انعتاق الصمت    أسفار من انعتاق الصمت  Icon_minitimeالسبت 2 يوليو 2011 - 3:42



.
.


كما نفناف الثلج انهمرتِ
فــَ وأدتِ جحيم ما فات من ترهات العمر
إذاً . . .
لا غفوة بعد اليوم
فلقد تجسدت أحلامي بكِ حقيقةً
فعلامَ تيمم الأماني و أنتِ كل الماء !!


جذوة الفقد ما برحت تثقب ما تبقى من رقع الأماني ؛
فـَ من أعلى قوس الفقد تتدلى عناقيد الظمأ ,
تستمطر كسرة حنانٍ تشبعني حدَّ التخمة .


أستعيذُ مِنْ سِنَةٍ تُغَيِّبُ طيفكِ عني ,
فأسأل :
من لي بترياقٍ يرمم ما أعجز العطّار !!
موقنٌ أنه ليس ثمة إلاكِ ؛
فـَ إذ تتجلين . . .
تعقد الدهشةُ فم الأبجدية
فتلد القصائدُ فصاحةَ قوافيَّ


على محرابكِ أخيط رجاءاتي أهازيج فرحةٍ
تعالي نسكننا , فالمطر على وشك الزفير
إذ سبعٌ من شغافِ الخافق يهدينكِ الــــ لهفة ,
و الضوء يجدل ضفائره يتأنق لصهيل الياسمين ,
إنها " الثابتة " بتوقيت الحنين و قد أزِفَتْ كلُ المواقيت .


هذا كتفي . . . .
ألقي أرتال التشظي عليه
ما هو كائنٌ إلا لذاك منكِ .


سأغرس على وسادتي من أهدابكِ رمشين ,
و من عقيق الشفاه ابتسامة ؛
علّي يجتبيني طيفكِ في رؤياي .


نسيتُ أن أُنْبِئَكِ . . .
أنّي ألتحف ترنيمة صوتكِ
كيما يتموسق حلمي .


كما المطر ينقر خبايا الأرض
ليوقظ مواعيدها عطراً أنيقاً ,
هكذا بي تفعلين


لستُ على عجلةٍ من لهفتي و حسب ؛
فالجمر أنهكَ كفَّ الشغاف تربصاً ,
و ها هو النبض سيستحيل رماداً
تذروه عواتي الشوق
لتلملمه جِنياتُ البوح
فتبسطه بين يديكِ أبيضاً
فيسألنَّكِ :
أهكذا عشقه !!
أتراكِ ستقولين :
كأنَّه هو ؟؟؟


لا داعي أن أمشِّطَ شعر الليل كيما أراكِ ؛
فالرؤيا تسبق كفيَّ دائماً ,
فيا أيتها الــ تسكنني حناناً , هلمي سويعة ترفقٍ ؛
الأكف تشتاقكِ , و ما برحت ضفائر المطر تشتاقكِ ,
اعبري الأزمنة , إنها على موعدٍ على ناصية الوقت .


و ها أنا أسمع خطواتِ الضوء ؛
إذاً غداً سيكون أخضر البصمات ,
و ستحتفي النوارس بــِ مَدٍ لا جَزْر له ,
مرحى لــِ ذاك اليوم حين السماء تمطرُ حبقاً و ياسميناً
فلا ريب أنكِ ستغزلينَ من النجوم شالاً .


حرفي مبنيٌ للمعلوم و صوتي مرفوعٌ بالصمت ؛
كيما أنصت لذاك العزف عندما تتفردين بــ " النوتة " ,
فتلفحني رعشةٌ , إخالها رفيف جناحيكِ ,
و ألمس حبات النور تتقاطر من أصقاع القلب ,
أوَ ليس بعد الرفيف موعدها ؟ ؟ ؟ .
كما البياض جلياً أراكِ حتى في حلكة البعد
فـَ قَرّي فؤاداً .
كوني طيفاً أو أكذوبة حلمٍ ,
كوني ما شئتِ ؛ فأنا أجتبيكِ سكينةً و دفء عُمْرٍ .
سلامٌ على داليةٍ تساقطُ منكِ فيئاً .


بين الخفقة و النبضة مساربٌ أينعت نوراً
تهمس بالوصولِ إليكِ , و ها أنا ذا أنصتُ بجوارحي
و صمتي يؤزه ألف صهيلٍ ,
فأقرأ على كفيَّ تراتيل البركة علّي أقتبس من تجليكِ
بعض السلوى ,
فهلّا وهَبتِ الروح لمسة تجلياتكِ ؛
عطشى هي , شبيهة العجاف ,
فمتى مواعيد نيسان يا كل الروح !؟


لا زال طعم غربتي أجاجاً ,
و ذاكرتي / بكِ هي سلواي و ترياقي ,
و ما برحتُ ألتحف كل الفصول
و أنقش على تفاصيلها مفردات السواد ,
و لأنَّ جحيم الانتظار سلبني الدفء
فـَ سأرتدي المطر و أغلقُ فم الريح
ريثما تعشوشب الأيام .
تعالي نحترف أبجدية العيون
فحتى الهمس باتت تسترقه حلكة الليل !
و تشي به لقرينها الفجر !
ثم , كفتنة تنفس الفجر
يأتيني طيفكِ على استحياء .
سأكون على ناصية الانتظار
حيث مواعيد الأوقات وارفة
و تتجذر وقوفاً كل الأماني .
أما آنَ أن تهمي أيتها المزن !!؟


لا زال الضباب يؤرِّق الرؤى
كأنما شتاء الأماني ما برح جاثماً ,
و صهيل اللهفة شاطرني وسادة الأرق
و المُزْنُ تلتحف صمتاً .
لا يروق لي هذا


ثُلْمَةٌ في أبجدية البوح تعثرتْ بنصالها
آخر رسائلي شئتها بليغةً فأبَتْ . . .
و هذا الحبر يُراق كما نداءات الصبح
من فوضى الحروف أهديكِ كل أبجديتي لتتأنق بإنصاتكِ .


هذا المداد كـَ سيلٍ بلا زبد ,
على صهوته شجنٌ
من ليلٍ شابت ذوائبه انتظاراً .


و لأنَّ الصوت باهتٌ ,
تتلعثم خطوات الحروف
لكني باقٍ على درب الإنصات .


و لا زالت الأنامل تستنهض مني المداد
تشتاقكِ - و ربي - كما أنا .


كنتُ موقناً أنَّ الضباب إلى زوال
و أنَّ الأماني ستنعتق من أصفاد العتمة
كنتُ موقناً . . .
فكنتِ أنتِ .


هذه كفي . . .
تتلمس انهماركِ
كم تحتاج لدفء الاحتضان .

اقتربي أكثر
و عمّديني بصولجان سحركِ .

رتِّلي . . .
ثم رتِّلي . . .
فالروح تتلقف كل التفاصيل منكِ
قاحلةً كانت قبل أوانكِ
فــَ زيديها .

كما نفناف الثلج انهمرتِ
فــَ وأدتِ جحيم ما فات من ترهات العمر
إذاً . . .
لا غفوة بعد اليوم
فلقد تجسدت أحلامي بكِ حقيقةً
فعلامَ تيمم الأماني و أنتِ كل الماء !!


ثنتان . . .
لا طَوْلَ لغير الله بانتزاعهما من بين أضلعي
روحي . . .
و . . .
أنتِ
فـَ دعي عنكِ التريث
و أرهقي التردد إقصاءً
لم يبقَ للّهفة من الصبر مؤونةٌ
و الصباحاتُ رهنت انبلاجها
ببصيص بوحكِ
و قد وهَنَ منها الانتظار
ولأنْ أمكثَ على مدارج الانتظار دهراً
أهون ألف مرةٍ
من أن يفر الأمل من ثنايا أناملي


حين بلغ مدى اللهفة أقصاه . . .
بل أقصى أقصاه . . .
بِتُّ أرقب الليل يخلع نجومه
ليرتدي بياض الفجر منكِ
و ما برحتُ أرقب انفلات النجوم
مِنْ ربقة أسر الليل ؛
حريٌ ألا يبقى في العمر نجمةٌ
إلاكِ


أتدرين . . . !
يندلق المِداد من المحبرة
يسابقني
لــِ يُسْمعَكِ خفقان الفؤاد ,
فيسائلني يراعي :
فيمَ حثيثُ خطايَ إليكِ !!!
فأعْذُرُهُ ؛ فهو لم يدرِ " ما طيب النجوى على الورق " .
و إذ بـِ صرير القلم يعلو
ثم . . . . يعلو . . . .
حتى أكاد أخشى أن يشيَ بي


راودي فيَّ يقظة الحلم
و انسكبي على كفيَّ أهزوجة عشق
و لأنَّ الخطى حارت بها المفارق
فـَ اسكبي لها كأس الهداية إليكِ .
و لا تدعي البوح على شفتيكِ يلهث ,
فثمة أذنٌ تتلهف للسَمْعِ
فـَ
ترفقي بها !


كالروح الجرداء من نداها
أتلمس ترياق اخضرارها في غفوةٍ أحوكها
و أطرزها ببعض حلمٍ مرتجى
أدسُ طيفكِ تحت جفنيَّ المُنْهكِ بالسهد
لأغرق في رحيلٍ إليكِ
علّنا في الحلم نفيق على ثمة دفءٍ
تاه مِن بين شغافنا يوماً .


هاكِ . . .
خطىً تشي بمسارب اختباءات ظلي
ذاك الأشعث مذ تخضَّب بالرحيل
لم تؤنقه بعدكِ أنملة ٌ
و ما طارح قط شبيه مراياكِ .
ثلجه ما بَرح ينضح دفئاً
يلملمه كـ أيقونة
تهديه سبل الإياب .


منذ نوء الفجيعة الأولى . . .
لم يعد في الدواة ثمة لونٍ يقترف الحلم !
أوصدت عُرى مسارب الأماني
كي لا تُقتل على عتبة النهوض


لكَ أن تنسى تفاصيل وجهكَ
فما مِن يومٍ آتٍ إلّا و يصفعكَ بـِ الـ " فيتو "
منكراً أنـَّكَ يوماً ما قد كنتَ !!
و لأن الذاكرة لا تأبه بالنسيان
فكان لزاماً عليكَ
أن تذكـِّرها بأنَّ كل محاولاتها
ستبوء بالـ الكثير من " الشجب "
و قليلاً من يقين البقاء .


في قعر فنجانكَ
ألف نبوءةٍ كاذبة
ستقرؤها العرَّافة " أم جهل "
فتصطفيكَ نبيلاً في زمن الصعاليك
لتغريكَ بأنَّ المُحال أكذوبةٌ
كيما تؤزَ مجدافيكَ سعياً !


و أنتَ . . .
ترتشف حكايا العرّافة عذبةًً سائغةً ؛
فلقد سَلـْسَلـَتـْكَ في أصفاد الغواية
إذ سكبتْ لكَ المجدَ شهداً
تخالـُهُ طوع الاشتهاء ,
و تتدثرُه حِليةً مكذوبة الروح
عاتية الطغيان .



[] بالألم نجرح []

يجترحون خطايا أحلامهم الطارئة
ثم يلقون علينا بفضلات نزواتهم
كأننا عبيدٌ أبَقوا من " نخاستهم " !!!!


يمتطون جسور العبور إلى فضاءاتنا
و إذ يبتلعون النور عن بكرة ضيائه
و يشربون هواءنا على أكمل وجهٍ
يغادروننا , لنلملم موائد " أنخبتهم "
على بقايا قناديلنا " المغتصَبة "


و يتمتمون سِراً :
ها نحن تلونا عليكم تفاصيل الحكاية
كـَ " ألم نجرح " !


إخال تلاوتهم ستطول و تتطاول
فهم يطربون لـِ آي الجرح
و لايأبهون إنْ كان " السميِّعة "
لا يروق لهم سماع مقام انسكاب
الملح على الجرح
تنسكب الظلمة من ظلالهم الباقية في أيامنا
يرحلون عن ثوانينا
و ترثهم جراحٌ ألقوها ذات سطوٍ
على سذاجتنا


ناداني ( البحر ) ذات يباسٍ اعترى الحرف
و حين بكاءٍ عزَّ أن يصهل .
لا شيء يشبه ثِقل خطواتي الموشومة بالغصة
على شفير أمواجه ألقيت عصايَ
عاد بي حيث نعومة المهد
لوهلةٍ , لم أعرفني
أخذ من وجهي بتلابيب الهزيمة
و طفق يبلسم جراحاتٍ استلبت العمر
و يطبب الروح مِن ثلماتها
كيف لا أشهق من هدير حنوه
أو أبثه بعضاً من قبلةٍ على جبينه
يسكننا البحر في يباسنا
هو الرؤوم في حالكات الذاكرة .


خبأتُها . . .
مواعيد الفرح المؤجلة لآحايين
كنتُ أعتِّقها في جلباب عمري
و في المساءات
أنقش على هوامشها أمنيةً أخرى
أستمطر من ديمتها
وصالاً يشبه تفاصيل لهفتي
و يلملم شتات شوقي
ثم أنكفيء غافياً
أحلم بمساءٍ آخر
يكون طيفها
كل مفرداته .


مساءاتٌ راحلةٌ من مؤونة العمر
تحمل الأماني الجميلات
و زفراتٍ بالآه مطرزةٍ ,
ليس ثمة خِضمٍ يغسل سواد الفقد
و لا الفجر أذَّنَ للفرح .


باقيان يا دفء العمر كلانا
على رصيف الشوق
نتلمس دروب الطيف نعانقه
حتى أوان العناق .


لم أعِ ميلاداً كما كان بها
للخلائقِ ميلادٌ واحدٌ
و لي في كل احتفاءٍ بطيفها
أو همسةٍ من ناي صوتها ميلادٌ جديد .


تبـّاً للحيرة . . .
إذ تغلق كل نوافذ الهواء
فيغرق الفؤاد في غيبوبة بوصلة الاتجاهات .


تنحتني الغربة وحيداً
لا تشبهني التفاصيل
و لا يتقن الصدى عزف صوتي
أتكىء على نصف أنفاسٍ
و شيءٍ من دفءٍ قليل
هاتي من كفيكِ كسرة أمانٍ
و أزيحي الضباب عن فجري .


و . . .
أراني سطراً شاغراً
هي - تفرداً - تُسيِّل الأبجدية على سكونه
فـَ يستحيلُ من قوافيها
أغنيةً تشدوها أرواحنا .


يزاحمنا الوقت كل حينٍ
و تطول منه ساعات السباق
لتطول مسارب الجري لهثاً
علَّنا نقتل عقارب ساعاته و ثوانيها
ليقف العمر عند محطة انتظار الأحلام المؤجلة ! !
كاللفافات نحرق العمر انتظاراً
ثم ننفثه ضباباً على صورة طيفٍ آيلٍ للهطول !


سأنفض يديَّ من أبجدية اعتادتني
كانت تكتبني أمنياتٍ مؤجلةً
و كنتُ أغفو على أرصفة انتظاراتها
و هاقد مضى من الشوق
ألفُ ألفِ فرسخاً من اللهفة
و ما برح الربيع يتثاءب
لا الليل المضمَّخ بالصقيع انقضى
و لا الضجيج التحف السكون أمانا
ها أنا أقرؤني أبجدية ً
خططتِها من خيوط الشمس
المنسكبة من كوة أصيل العمر
تطرزينها كـَ بتلات الربيع
ضاحكة ً مستبشرة ً
كوني أغنيتي الـ تشدو حنيني
أكن قيثارتكِ الـ تعزفكِ حلماً فريداً
و لتشدو الدنى بترانيم الهوى .


استأثرني الرحيل
منذ البكاء الأول
ماضياً بي حتى الغرغرة الأخيرة ,
لم ترسُ المراكب يوماً على مرفأ السكينة . بعيدةٌ مرافيء السكينة
و الأشرعة عطشى حدَّ القحط لأمواجٍ
تدرأ عن الشغاف أن تستحيل آسنةً
ما برحت فسائل الخافق تتلو ترانيم الاستسقاء
أتراه يأتي الصدى !!!!
مترعٌ هو محراب انتظاراتي بشطآنٍ مِنْ زبدٍ
تقيأتـْه أمواج الأماني ذات جَزْر ٍ
ثم أفلتْ , مستقيلة ً مِنْ مدٍّ آخر !!


كل المرايا باتت تمتهن صمت وجوهنا
غرباء بتنا عن تفاصيلنا
ننحتُ أمثولة الرجاء مساءً
فنصحو على عويل نجيعها في الصباح .
لم تعد الأشياء تشبه شيئاً .
فــَ
ليتها " نواعير " الأنواء تملّ من أقدرانا
ليتها تزهد من سكب تصاريف الأيام
على بيادر عمرنا
زجاجاتنا الـ كانت فارغةً إلّا من حبقٍ و بعض الياسمين
ملأتها مصاريع أبواب الأيام بــِ لوثة الضجر
و سوادِ ما لم يجترحْ السواد يوماً !!


تسائلني فسائل الانتظار
عن عمرٍ اغتسل بشال النسيان ,
فأربِّتُ على ظلها بماءٍ من نعاس ذاكرتها
و أوحي لها بأنَّ آيات ذكر الغائبين جريرةٌ
فـَ أطيافهم في المرايا عاقرةٌ , تنجب سراب مواعيدنا
و قناديل ذواكرنا خُدَّجٌ
لا يبرحون تذوي فتائلهم منذ الحبوة الأولى .


على بُعْد بياضين
و قليلٍ من شفيف الروح
انسابت ضفائر القصيدة
و احتست القوافي نبيذ رؤاها
حين احتضنت كف الحبر خاصرة الورق


قبيل انهمار الوجع بآهتين
و على شفير ذاكرةٍ لا تتذكر إلّا نثير الجحيم
يتعثر الكلام على طريق الفم
ليسقط من داليةٍ عناقيدها كالجمر
على رصيف سلالٍ ما أشبهها بـِ سَقر ...
أَ ثَمَ يسألون ما وجعكَ يا أنتَ !!!!


أواه يا أنتِ
إنما أحتبسُ المطرَ
شوقاً و لهفةً
لهدير رعدكِ الـ يهزني
فيؤْذن للمطر
لتهمي المزن مني غيثاً لا ينقضي
يهدينا خبز أرواحنا .


لأنَّه - الفرح - بات شحيحاً
باتَ يستتر في عباءة الأحلام
كيلا تغتاله مرارة الحياة .


و لم يبقَ لنا من أقدارنا سوى أسمال أحلامنا
و بقايا من أمنياتنا العاقرات .
هي خبز أيامنا و ماء أرواحنا .


ربـّاه . . .

متى تنعتق القلوب مِنْ ربقة الحزن السليط ؟

المداد ملتاعٌ تحناناً لعزف الهناء .




ما أوهى أمانينا !

إذ ورق الطواحين يلوك أحلامنا .







على شفتيَّ بيادر حَبٍ

موقوفةٌ لـِ فاهٍ تنثال منه الأنفاس عطشى

و أنا القيِّم على جوعى الأفواه

أسري كالعسس ليلاً

أتحسس أنين لمىً أوهنها الانتظار

فأزرع على ضفافها

ترياقنا

فأنا . . .

كذلك من أمة الجياع للدفء .




و إذ تبلغ الشفاهُ الشفاهَ

فلا زمنٌ يُحْتَسَب




على شفاه الحروف

وُلِدَتْ شعيرة الفرح

أحتاج ألف وضوءٍ

كيما أخلع عن الروح آسنة أوزار الحزن

لأدلف إلى محرابكِ

أشاطركِ رغيف المطر فرحاً

و إذ يحصحص الفجر

و يسفر عن سِفـْر التكوين جديداً

ها أنا أعتمر ثوانيَّ أنيقةً

فأمتطي صهوة الرحيل إليكِ .




مُذْ أوصدتِ بوابات الاتجاهات

أسدلتُ العتمة

و واريتُ الأمانيَ ثرى الاحتمالات .




موصدةٌ أبواب البياض

إلّا من لون الأكفان

و ملح ٍ للجرح

محالٌ أن نجترح الفرح , و الغربان سلبتنا أنفاس رجاءاتنا

لم يعد لدينا حتى فسحةً للقهر !!!!!




و أي شاطىءٍ ينتظر الأماني

إنْ فقدتُ أشرعتي الراحلة إليكِ ؟






لست أرتجي إلّا ليلاً

عن الصخب صائماً

و بعينيكِ مكتحلاً

و مِن ضفاف فيكِ يقطر شهداً

لأقرأ في دفء كفيكِ جدول عشقٍ






إنْ لم يكنْ بي حزنٌ أو بعض طيفه

فـَ سأجتبيه

فليس العمر أنيقاً , إن فارق صِنْوَه !





رحيلٌ يعانق سفراً

فيُساقطا خريفاً متتالياً .

كلما آنست الروح دوحة هناءٍ

ألهبتها سياط الرحيل .






أعلنتكِ مليكةً لذاكرة تزأر حدَّ الانشطار

ملكتِ مفردات أبجديتي الثائرة

فسطَّرتُ على تضاريسكِ مقوماتِ ماضيَّ و غدي

لن ينجيكِ أنكِ استحلتِ ذات أفولٍ رماداً

سيحيي صولجان الذاكرة إيوانكِ .






و كم لـِ هسيس الجمر تحت الرماد صراخٌ

حين الفراق يلفحنا لظىً

و نكتم منه الصدى .


لا تخشي القحل أيتها الروح

غداً يهطل الصوت مِنْ علٍّ :

إنَّا فديناكِ بقلبٍ رحيمٍ


مكرهٌ المداد , لا بطل

فلقد تسللت الغصة مِن فم اليراع قسراً





الظلم قد يُربكني

لكنَّه محالٌ أن يُسقطني





بعد إذ انكفأ البياض

ها هو الاخضرار يذوي




سأسكنُ الصمتَ

أو . . .

يسكنني .

فــَ المآل . . .

أنَّ النبض اختنق .




تشتد الابتلاءات تترى

و أبقى أتمرغ بالوفاء لهم




بين كل حرفين مِنْ نثري

ثمة قصيدة تناجيكِ

فضمّيها بحنانٍ





هل تذكرين شهقة روحي
حين كنتِ تغيبين عن الروح طرفة عين !!

يا التي تسكنينني كيف جففتِ نهر رؤياي !!

ما برحت أذكركِ و أنتِ تلتحفين ثنايا السماء





و تأخذكِ الأمداء مني

لكنما وجيب فؤادكِ ما برح مخضِّباً كف قلبي


عماد


.
.





.
.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
أسفار من انعتاق الصمت
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى عماد تريسي :: أسفار القلم / عماد تريسي :: مدونة عماد تريسي-
انتقل الى: